حكاية الشاي

هل فكرت يوماً في الرحلة التي يقطعها الشاي حتي يصل إلى كوبك؟ دعنا نخبرك قصة هذه الرحلة الممتعة.

في حقيقة الأمر يبدو أن قصة الشاي معقدة ولها جذور تاريخية ضاربة في القدم، فقد انتشر الشاي عبر قرون طويلة وتغلغل في العديد من الثقافات. وتشير أغلب الوثائق التاريخية إلى أن اكتشافه تم في مقاطعة “يونن” الصينية حوالي عام 2737 ق.م. بواسطة الإمبراطور الشهير شينونق الذي يعود له الفضل في الاختراعات الزراعية والأدوية الطبية الصينية.

يمر الشاي بـ12 عملية قبل أن يصل إلى المرحلة التي نعرفها. 

 أولي هذه العمليات هي زراعة الشاي وحصاده الذي يتم يدويًا، وهو فن قد تطور وتحسن كثيرًا عبر القرون. هذا العمل الدقيق لا يتطلب فقط الموهبة والخبرة ولكنه يتطلب قدرًا كبيرًا من الحرص لأن الحصاد لا يشمل كل الاوراق، ولكن يتم جني الأوراق الصغيرة الناضجة واللدنة ومعها جزء من ساق الورقة والبراعم والأوراق التي لم تتفتح بعد. وتسمي هذه المجموعة من الأوراق والبراعم القطف وهي الأساس لإنتاج وتصنيع الشاي. والقطفة التي تتكون من ورقتين فقط تسمي ذهبية وفي العادة فإن القطفات تتكون من ثلاث أو أربع أو حتى خمس أوراق.

عندما تصل الأوراق التي تم حصادها إلى المصنع، يتم وزنها ونشرها في أحواض وتعريضها للهواء لإزالة أي رطوبة أو ندى عالق بسطح الأوراق، وتؤدي هذه العملية والتي تسمي التذبيل إلى تركيز وتكسير العناصر الكيمائية في عصارة أوراق الشاي. وتستغرق هذه العملية ما بين 10 الي 14 ساعة لتتم العمليات الفيزيائية والكيميائية التي تؤدي إلى أن تصبح الأوراق لينة وذات قوام مطاطي مناسب للمرحلة الثانية وهي الخاصة بتقطيع وطحن ولف الأوراق.

 وفي هذه العملية يتم ثني الأوراق وتمزيق جدران الخلايا لاستخراج العصارة من خلاياها إلى سطح هذه الأوراق. ويتبع هذه الخطوة عزل الأوراق التي تم ثنيها من تلك التي ماتزال على حالها وتخفيض درجة حرارتها. ثم يتم وضع الأوراق التي تم لفها وتقطيعها في ماكينات تحتوي علي غرابيل تقوم بفرز الأوراق الملفوفة وإعادة التي لم يتم لفها في الماكينة حتى تمر بنفس المرحلة. وفي هذه الأثناء يتم تخمير الأوراق الملفوفة. 

تعد عملية تخمير الأوراق من أهم المراحل في تصنيع الشاي الأسود. ويؤدي التخمير إلى تحفيز النكهة ويعطي الشاي قوة المذاق واللون الذي ينتج عند إعداد الشاي. وفي أثناء عملية التخمير، يتحول لون الأوراق من الأخضر إلى اللون البني النحاسي.

 يعقب عملية التخمير مرحلة التجفيف. والهدف الأساسي من التجفيف هو استخلاص الرطوبة ووقف عملية التخمير حتى لا تتجاوز المرحلة المطلوبة. وتتم عملية التجفيف بوضع الأوراق داخل المجففات في طاولات ذات ثقوب. تستغرق هذه العملية ما بين 20 إلى 25 دقيقة تحت درجة حرارة أولية تصل إلى 50 درجة مئوية، وتزداد تدريجيًا لتصل في آخر مراحل التجفيف إلى 93-105 درجة مئوية. عندما تنتهي مرحلة التجفيف تكون درجة الرطوبة في الشاي قد بلغت نحو ٢٪‏ – ٣٪‏ ويعود للشاي المخمر لونه البني النحاسي. 

بعد الانتهاء من عملية التجفيف يتم تبريد الشاي وغربلته بغرض تصنيفه إلى درجات حسب الحجم والشكل وحسب حاجة السوق. وبعد هذه المرحلة يتم تعبئة الشاي في أوعية وصناديق محكمة الإغلاق بحيث لا يصلها الهواء. أما عملية الغربلة فإنها تتم عبر مراحل مختلفة وفي ماكينات تقوم في ذات الوقت بالتصنيف والنظافة، بها عدة طاولات ذات غرابيل تتباين أحجام فتحاتها لتقوم بتصنيف الشاي تبعًا للحجم والدرجات وتفصل بقايا السيقان والألياف.

عندما تتجمع كمية كافية من الشاي، تتم تعبئتها إما في صناديق خشبية ذات جوانب مغطاة بطبقات من رقائق الألمونيوم ومبطنة بالجوالات لعرضها في المزاد، أو يتم تعبئتها في عبوات مختلفة للتصدير المباشر أو التوزيع. 

الخطوة التالية التي يمر بها الشاي هي المزج بين أنواع متعددة من الشاي للوصول إلى المنتج النهائي. وتعد هذه العملية من المراحل الهامة بغية التوصل إلى منتج ذو جودة عالية بصفة مستديمة، وهي تتطلب مهارات خاصة من قبل ذواقة معروفين بإجادتهم لهذه العملية، لأن المزيج الذي ينتج عنها يجب أن يكون بنفس المواصفات في كل الأوقات. ويعتبر مزج الشاي فنًا قائمًا بذاته، حيث تتم مراجعة الخلطة من قبل خبراء قبل تعبئته وتوزيعه للتأكد من جودته ومطابقته للمذاق الذي تعود عليه المستهلك، سيما وأن الغرض من هذه العملية هو خلق أو إنتاج صنف يتسم بالتوازن من حيث النكهة. وتمزج أنواع مختلفة من الشاي، لكل منها صفات مميزة فيما يتصل بالطعم والنكهة واللون

الخطوة التالية التي يمر بها الشاي هي المزج بين أنواع متعددة من الشاي للوصول إلى المنتج النهائي. وتعد هذه العملية من المراحل الهامة بغية التوصل إلى منتج ذو جودة عالية بصفة مستديمة، وهي تتطلب مهارات خاصة من قبل ذواقة معروفين بإجادتهم لهذه العملية، لأن المزيج الذي ينتج عنها يجب أن يكون بنفس المواصفات في كل الأوقات. ويعتبر مزج الشاي فنًا قائمًا بذاته، حيث تتم مراجعة الخلطة من قبل خبراء قبل تعبئته وتوزيعه للتأكد من جودته ومطابقته للمذاق الذي تعود عليه المستهلك، سيما وأن الغرض من هذه العملية هو خلق أو إنتاج صنف يتسم بالتوازن من حيث النكهة. وتمزج أنواع مختلفة من الشاي، لكل منها صفات مميزة فيما يتصل بالطعم والنكهة واللون

ويتم تعبئته بعد هذه المرحلة في عبوات تلبي رغبات المستهلك وتراعي المعايير المختلفة التي يتطلبها السوق.

الآن وقد عرفتم كيف يصبح الشاي شايًا، نتمنى أن تستمتعوا به أكثر فأكثر!